ورجعت الشتوية تماماً
كما غنتها فيروز , ببرودتها ومطرها وثلجها و”حطباتها” .
مطر الخير كما إعتدنا
أن نسميه من خلال قنواتنا الرسمية , مطر الخير الذي يَعِد بموسم "فحل" !
, مطر الخير الذي يبهجنا بمخزون مائي وفير كما يزعمون مع كل "شتوة" -
وبالصيف طبعاً المي ما بتيجي الا للواصلين - .
لكن لننظر عن كثب
قليلاً ودعونا من كلام إعلامنا الرسمي وكلام المسؤولين الملحفين بالعبائات أمام
مواقدهم التي كلَّفت الكثير من أمول الحكومة داخل قصورهم في أحياء عمان الغربية
المدفئة بشكل كامل من ديزل الحكومة أيضاً .
مطر الخير عليهم ربما
فهم لا يشعرون ببرودة "الشتوية" ولا يبتلون أبداً فسياراتهم الفارهة
تقيهم من برد الشتاء ومن مطرِ السماء الذي يتساقط على نوافذهم ويراقبونه من داخل
عرائنهم الفارهة مع أصوات فيروز التي تدندن في المكان .
هذا المطر بذاته يتساقط
بوحشية على الفقراء والمزارعين والعمال وعامة الشعب , فيبدأ الشتاء وتبدأ معاناة
"الحراثين" بتوفير وسائل التدفئة التي فاقت طاقات الشعب الكادح بغلائها
, معاناتهم بتوفير "زر" البندورة الذي قد يتعدى بسعره سعر برميل برنت !
مطر الخير الذي يتكلمون
عنه أصحاب الطبقة البرجوازية هوَ نفسه المطر الذي يتسرب من سقف الزينكو على
الأطفال النيام في أنحاء وطني , هوَ نفسه المطر الذي يتساقط على العمال الكادحين
المحاربين لبرد الشتاء تحت المطر مباشرةً وليسَ خلف المكاتب بجانب صوبة
"الفوجيكا" ليستمتعوا بخبز "المشروح المقحمش" وهوَ يتقلب على
هذهِ الصوبة .
ليست هذهِ الشتوية فقط
, بل كل شتوية هيَ شتوية قاسية على أبناء وطني .
شتوية متوحشة باردة تماماً
كبرودة وجه ومشاعر مسؤولينا الكرام .
ليث طوالبه