الخميس، 16 أبريل 2015

قصة .. 3 - عمَّان

 عمَّان بِحُلوِها ومُرِّها ، بعراقتها وحداثتها ، بطرقاتها وأزقتها وبمعالمها القديمة والجديدة وبضجة المركبات وهدوء ليلها كلُّ ما في عمّّان يبعثُ في قلبي الراحة رغمَ قسوة الحياةِ وعندية القدر .

تبعثُ في روحي الدفء رغم برودة جوِّها ، وفي قلبي الحُب رُغمَ الغياب ، وفي ذاكرتي التفاصيل الصغيرة رغم المسافات ..
لطالما أحسستُ أنها أم تحتضنُ من فيها على صدرها الدافئ لتُشعِرُهُ بالأمان الذي قد يفتقده في إحدى لحظات الضعف .

في عَّمان كانَ الحُب وكانَ الفراق ، كانَ اللقاء وكانَ الوداع ، كانَ الفرح وكان الحُزن ، كانت البسمة وكانت الدمعة ، كانتَ ولا زالت عمَّان جزء من كياني وتكويني .

هنا عمَّان ، هُنا فردوس القلب هنا جنةٌ على الأرض بما تحمله من تفاصيل عشتُها تحتَ سمائها ، هُنا نَبضَ قلبي وهنا تعالت روحي إلى السماء . 

جنة أطفالي أرض عمَّان لإنها من هُنا مرَّت تلك المُسافرة خلف حدود اللامكان ، تلك التي أسميتُها مطري وثلجي ورعدي وبرقي وبَرَدي وبردي ودفئي وشمسي وقمري ونجمتي وسمائي وأرضي ونهري وبحري ونبضي وقلبي وجُرحي ووجعي وألمي وأملي .

أمشي في شوارع عمَّان القديمة وأعتصر في داخلي الكثير الكثير من الدمع ، الكثير من الحزن وإذ بعمَّان تُرسِلُ لي فتاةً باسمةَ الثغر النور يسطِعُ من مُحيَّاها فيعودُ النبضُ للقلبِ من بعدَ أن جفَّ القلبُ من الدمِ وتوقف عن النبض ، تلتقي عيناها بعيناي فترتَسِمُ إبتسامة عفوية على شفتاي وأنا أراقِبُ ثغرها الوردي وهوَ يرُد لي تلكَ الإبتسامة فتعودُ الروح لجسدي وأُكمِلُ طريقي بجرعةِ حياةٍ جديدة تكفيني لأعيشَ ليومينَ أخَرين فأترُكُ ورائي همومي وحوريَّة عمَّانية جميلة لن ألقاها مرَّةً أُخرى .


ليث طوالبه 

0 التعليقات:

إرسال تعليق