الأربعاء، 29 أبريل 2015

رسالة للكادحين



للكادحين في كل العالم كل عام وأنتُم أحرار يا عمَّال الأرض , يا شرفاء الأرض وسبب رفعة الأمة , يا فخر الأمة ويا من بكم نرفع الرؤوس عالياً كل عام وأنتُم أقوى .

لضحايا الظلم والإستبداد والإضطهاد , لأصحاب الحقوق المسلوبة والأموال المنهوبة , لأصحاب القضية . لبناة الوطن كل عام وأنتُم أقوى .

كل عام وأنتُم أقوى لتصدوا الظلم بكل أشكاله , أقوى في وجه الفاسدين في وجه الظالمين في وجه الإقطاعيين في وجه المسؤولين وفي وظه الأنظمة الرأسمالية حليفة أمريكا والصهاينة .

أنتُم  العمود الفقري الفاعل في المجتمع تمتلكون ناصية القوة والبناء والتعمير فإفرحوا وثوروا في وجه من يسلبكم حقوقكم ولا تسكتوا أبداً هذهِ مناسبة لكُم ولتقدير أفعالكم التي دونها لما كانَ هنالك وطن .


أنتُم الوطن وأنتُم سبب وجودهم ورفعتهم فلا تدعوهم يضطهدوكم كلنا سواسية فلا طبقية ولا عنصرية .

كل عام ونحنُ الكادحين بألف خير . ولكل كادحين العالم كل عام وأنتُم أقوى وأسعد .


ليث طوالبه 

الجمعة، 24 أبريل 2015

عقدة الجسر

لطالما حلمتُ بزيارة ‫فلسطين‬ , أن أصلي في مساجدها وكنائسها وأستنشق من هوائها وأنتشي من رائحة أرضها .

علمتُ أن الطريقة الوحيدة لزيارتها هيَ عن طريق فيزا من السفارة الصهيونية, ففتحت موقعهم الإلكتروني لأقرأ بعض المعلومات والشروط الواجب توفرها في طالب تصريح الدخول .

عندها لفتَ إنتباهي بعض الأخبار الجانبية عن المقاومة والحركات الشعبية في فلسطين وصفهم بصفة الإرهاب ! والحديث عن "أراضي إسرائيل" - كما تم وصفها في الموقع - و "تاريخ إسرائيل" وغيرها الكثير الكثير .

وكأنَّ أحداً ما صفعني على وجهي ! 
ها أنا أبحث عن تصريح لدخول أرض من غير مالكها !
أطلب من مَن قتل أصحاب الأرض أن يسمح لي بالدخول إلى تلك الأرض !
فعرفت وأيقنتُ أني لن أزور فلسطين أبداً إلا بتحريرها من الصهاينة فأنا لن أخضع أبداً لسياساتهم ولن أكون مِن مَن يدعمون التطبيع معهم .

كانَ جسراً خشبياً يفصل ما بيننا , دون أي حواجز حدودية , دونَ تفتيش أو إحتلال !
إستبدلوه بآخرَ إسمنتي عله يصمد على حمل أوجاع وآلام مَن يعبر فوقه , ومن ضفة النهر الآخرى المُحتل يحمل بندقيته بتأهبٍ لإطلاق النار على أي شخص دون سابقِ إنذار.

" أهلا بكم في فلسطين المحررة " هذهِ الكلمة التي ستلاقيني عندما أزورك يا فلسطين وستنتهي عقدة الجسر وسأمضي حُراً بينَ الضفتين دونَ الحاجة لإبرازِ وثائقي الرسمية ودون أن أواجه ذلك المُحتل .

ليث طوالبه

الخميس، 16 أبريل 2015

قصة .. 3 - عمَّان

 عمَّان بِحُلوِها ومُرِّها ، بعراقتها وحداثتها ، بطرقاتها وأزقتها وبمعالمها القديمة والجديدة وبضجة المركبات وهدوء ليلها كلُّ ما في عمّّان يبعثُ في قلبي الراحة رغمَ قسوة الحياةِ وعندية القدر .

تبعثُ في روحي الدفء رغم برودة جوِّها ، وفي قلبي الحُب رُغمَ الغياب ، وفي ذاكرتي التفاصيل الصغيرة رغم المسافات ..
لطالما أحسستُ أنها أم تحتضنُ من فيها على صدرها الدافئ لتُشعِرُهُ بالأمان الذي قد يفتقده في إحدى لحظات الضعف .

في عَّمان كانَ الحُب وكانَ الفراق ، كانَ اللقاء وكانَ الوداع ، كانَ الفرح وكان الحُزن ، كانت البسمة وكانت الدمعة ، كانتَ ولا زالت عمَّان جزء من كياني وتكويني .

هنا عمَّان ، هُنا فردوس القلب هنا جنةٌ على الأرض بما تحمله من تفاصيل عشتُها تحتَ سمائها ، هُنا نَبضَ قلبي وهنا تعالت روحي إلى السماء . 

جنة أطفالي أرض عمَّان لإنها من هُنا مرَّت تلك المُسافرة خلف حدود اللامكان ، تلك التي أسميتُها مطري وثلجي ورعدي وبرقي وبَرَدي وبردي ودفئي وشمسي وقمري ونجمتي وسمائي وأرضي ونهري وبحري ونبضي وقلبي وجُرحي ووجعي وألمي وأملي .

أمشي في شوارع عمَّان القديمة وأعتصر في داخلي الكثير الكثير من الدمع ، الكثير من الحزن وإذ بعمَّان تُرسِلُ لي فتاةً باسمةَ الثغر النور يسطِعُ من مُحيَّاها فيعودُ النبضُ للقلبِ من بعدَ أن جفَّ القلبُ من الدمِ وتوقف عن النبض ، تلتقي عيناها بعيناي فترتَسِمُ إبتسامة عفوية على شفتاي وأنا أراقِبُ ثغرها الوردي وهوَ يرُد لي تلكَ الإبتسامة فتعودُ الروح لجسدي وأُكمِلُ طريقي بجرعةِ حياةٍ جديدة تكفيني لأعيشَ ليومينَ أخَرين فأترُكُ ورائي همومي وحوريَّة عمَّانية جميلة لن ألقاها مرَّةً أُخرى .


ليث طوالبه