كنتُ أظن بأن حبي لها هو مجرد حب عابر , أو مجرد فتاة اخرى تأتي لتشرب فنجان قهوتها وتخرج دونما وداع , كنت أظنه علاقة لتنسيها ماضٍ ما زالت آثاره عالقة في ذاكرتها , أو لنسيان واقع روتيني ممل تماماً ككل الفتيات اللواتي دخلنَ حياتي سابقاً وخرجنَ بعدَ أن إكتفين .
لكنها قلبت كياني , دمَّرت حصوني ودفاعات قلبي , وكأنها عبوة ناسفة قضت على كل حارسٍ متواجد على أبواب قلبي , كسدٍّ قلبي إنهار أمام أمواجها العاتية وقوة اندفاعها فدمَّرت كل الأشجار والحقول معلنةً قيام مملكتها الخاصة .
هيَ ليست بفتاة عادية , هيَ ما تمنيت وأكثر , جاء طولها كما تمنيت وأجمل , طول شعرها كما تمنيت وأطول , عيناها كما رسمتهما وأعمق , شفتاها كما تخيلتهما وألذ , ويداها أنعم من ما حلمت وأحن .
هيَ سهلة الوصول والمستحيلة , الواقع والخيال , الصحو والحلم , القوية والضعيفة , الرائعة التكوين .
أمتلأت القلوب بالحُب منذُ أولِ لقاءٍ بيننا جمعنا وهيَ تعمِّدُ إبنتها في تلكَ الكنيسة , أحسستُ بأنها المنشودة دونَ كلامٍ يُنطق أو حتى نظراتٍ مُتبادلة , ثم حَصَلَ اللقاء وحصلَ تبادل الحديث وهنا روايةٌ أخرى .
حدثتها عن الحب والسياسة عن الوطن وعن الغربة , عن الألم والوحدة , حدثتها عن عائلتي وعن عملي عن روتيني المُمل وعن ما أحدثت لي من تغييرات بعدَ دخولها قلبي .
حدثتها عن التاريخ.. تاريخنا المزيف , عن الجغرافيا المسلوبة , حدثتها عن الماضي والمستقبل , حدثتها عن كم الحب الذي ينساب في عروقي .
**** للحديث بقية ****