" موطني
.. موطني, الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك . "
وكم تدمع عينيايَ على ألحان
"موطني" التي تذكرني كلماتها بواقع وطني العصيب ! . وطني الذي أصبحَ من
الصعب أن اتقبل العيش فيه , وأصبحت فكرة مغادرته في بالِ كل شاب يطمح بتحقيق بعض
من حقوقه التي باتت أحلام في هذا الوطن .
تفشي الطبقية والفساد الإداري
والمالي في مؤسسات الدولة , بدون أن رقابة ولا محاسبة للعابثين بأموال وثروات هذا
الوطن .
حاضر الوطن قاتم ومستقبله أيضاً إن
استمر الوضع على حاله , فليسَ هنالك أي مخططات وتصورات لإدارة الدولة بالشكل
الصحبح والحكومة تستمر بـ "الترقيع" من وقت لآخر دون إيجاد الحلول
المناسبة لكل المشاكل الإقتصادية .
ديمقراطية مضحكة , نمارسها شكلياً
بإنتخابات لا حولَ لها ولا قوة فهنالك جنود مجهولون يقومون بصنع القرارات .
وطني الذي أصبح لفئة محددة من
الشخصيات , لطبقة محدودة ومعروفة من الجميع , أصبح وطني وطنهم هم وأنا وكالكثير من
الأردنيين أضحينا بلا وطن يحمينا ويقدم لنا حقوقنا , أتفه الحقوق كالتعليم والعلاج
وتوفير فرص عمل والـ "خبز" ! نعم , الخبز
في وطني أصبح الخبز حُلم للبعض
والبعض الآخر يتهاوى بأموال الوطن في مناطق عمان الفارهة , مناطق في عاصمتنا أحلم
أنا شخصياً كشاب عشريني أن أزورها ولو زيارة , أُمنعُ لأني لستُ من عائلة فلان
وأبي "حرَّاث" من إربد ووسيلة مواصلاتي هيَ "جحش الحكومة"
المكتظ كما يسميه البعض !
وكَم أناظر من يرتاد هذهِ المناطق
الفارهة في عاصمتنا الحبيبة التي غذت كـ نيويورك أو باريس بغلاء أسعارها , عاصمتي
التي أهانتنتي وذلتني وجعلتني أغطي وجهي وأمشي دونَ أن أرى نظرة من يراني في
الطرقات أرتدي شماغي الأحمر وملابسي البسيطة.
أذكُرُ حارسَ العمارة التي التي
رُحتُ أستأجرها فنظر إليَّ متفحصاً شكلي وتبعه بسؤال "انتا من وين ؟ "
فأجبته بفخر "أُردني" , فضحك ضحكة لا زالت تؤلمني لليوم وقال
"اردني مش حتقدر تستأجر شقة متل دي , آسف ما بنأجر أردنية" ! هذا ما حدث
بوطني .
لا أنسى نظرة طفل من إحدى المناطق
المنسية في وطني وهوَ في "بيك أب" والده يمر من أمام إحدى مولات عمان
وهوَ يناظر المبنى بإستغراب والمارة والأطفال أمامَ المبنى وهوَ ببراءته يجلس وفمه
مفتوح للهواء !
أطفال تلهو بقصورها وأطفال تلهو
بالحصى , عامل ومزارع يتعب ويشقى ليأكل من هُم في القصور ولا يُعطَونَ أقل حقوقهم
!
نهب وسرقة وقضايا فساد والكل نائم
, حكومة ترفع في الأسعار على فئة المجتمع "المهتري" وكأنها ترفق مشنقتنا
.
"لن نكونَ للعدى
كالعبيد" .. نحنُ عبيد الحكومة
"لا نريد ذلنا المؤبدا وعيشنا
المنكدا" .. الحكومة تذلنا ونكدت عيشتنا
وطني الأردن للأغنياء فقط .. موطني
موطني
ليث طوالبه