السبت، 28 يونيو 2014

حوريَّة من بيروت


سَمِعنا في الخُرافاتِ كَثيراً عَن مَخلُوقاتٍ وَهميَّة , 
في قِصَصِ العَرَبِ والغَربِ .. وأكثَرُها كانَ عَن تِلكَ الجِنيَّة , 
تَجتاحُ الجَسَدَ وتملكهُ وهي للبَشَرِ غَير مَرئيَّة , 

رأيتُها ..
كُنتُ أظُنُّها كأيِّ فَتاةْ عادِيَّة ,
أماءَت بِرأسها إلى صَدرِي .. فأنتَفَضَ جَسَدِي , وارتَعَشَ قَلبِي , وتسارَع نَبضِي , وتعالَى هَمسِي , وارتَقَبَ حَدسِي , واشتَعَلَ دَمِي , وارتَفَعَ ضَغطِي , وأُعلِنَت حالَةُ الحَربِ في أعضائِي وكأنِّي أخوضُ حُروباً دُوَليَّة ,

إحتَضَنتهَا يَدِي وقَبَّلتُها رٌغمَ أنَّنِي أعلَمُ أنَّ القُبلَةَ تَدخُلُ تَحتَ الأعمالِ المَنهيَّة ,

- قُلتُ لَها : من أينَ أنتِ ؟ عربَّةٌ , أمريكيَّةٌ أم أوروبيَّة ؟
لا لا تُجيبِي .. أنا مُتأكِّدٌ أنَّكِ مِن رُوسيا الشِيوعيَّة !
لَم ألقَ بِجَمالِكِ امرأةً إلَّا مَن كُتِبَت في قِصَصِ الخُرافاتِ المَطويَّة !
دَعينا مِنَ الغَزَلِ الآنْ وهيَّا بِنا نَتَكَلَّمُ قَليلاً بِجِديَّة ..
أجيبينِي مَن أنتِ ؟

- جَلَستُ أتابِعُها وهيَ تُحَرِّكُ شِفاهها الشَهيَّة -

- إنِّي امرأتُك .. أرسَلَتنِي المَلائِكَةُ لَكَ مِن عِرضِ البَحرِ لأكُونَ أُنثاكَ الأبديَّة .

- مَن ؟ وكيف ؟ ولِما أنا ؟ ومتى تأتين ؟ ومَتى تُغادِرين ؟ ومَن أوصَلَكِ إلى هُنا ؟ وهَل تَعرِفينَ مَن أنا ؟ .. هيَّا أجيبِينِي لَقَد إحتارَ عَقلِي بأسئِلَتِي المَضنِيَّة !

- إهدَا يا لَيث إهدَأ ..

- وَتَعلَمين ما اسمِي !؟

- نَعَم فأنا حوريَّتُكَ البيروتية ..

ليث طوالبه

الثلاثاء، 24 يونيو 2014

في عمَّان


حبيبتي هُنا في عمَّان 
تحتَ نفس السماءِ هُنا في نفسِ المكان
فرَّقنا القدر وقسى علينا الزمان 

حبيبتي هُنا في عمَّان 
أرواحٌ في نفسِ المكان
وجسدانِ لا يلتقيانِ إلَّا في الأعنان

حبيبتي هُنا في عمَّان
أشواقٌ وكأنَّها نيران
وحنينٌ يحرقُ الأبدان
كيفَ نُنكر هذا الحنين ؟ فلا مجال للنُكران
فلقد عذَّبنا هذا الحُب ووصلَ بنا لحالةِ الهذيان

حبيبتي هُنا في عمَّان
أشتاقُ لها في بعض الأحيان
فيقودني قلبي لبيتها دونَ أيِّ حُسبان
فما عاد بإستطاعتي النُكران
فما أنا إلَّا إنسان !
أرتقبُ عندَ بيتها فتقشَعِرُّ الأيدان
أُناظِرُ حديقتها التي جَعلتها قطعة من الجِنان
جوري , توليب , وأوركيد وأقحوان
ألتفتُ لشُباكِ غُرفتها الذي أنارَ كُل الأكوان
فأشتَمُّ رائِحة الياسمين والريحان
فيقتُلُني الحَنين وأجلسُ مُفكِّراً حيران
أسألُ الله ليهدي قلبها إلى الغٌفران
يُناظرُني المارَّة فيحسَبوني مجنون أو سكران
لا يدرون أنِّي بهذا الملاك ولهان !

حبيبتي هُنا في عمَّان
لستُ أملكُ إلَّا الدُعاء للرحيم الرحمن
أدعوهُ وأنا كُلِّي إيمان
وأتلو على روحِها ما تيَسَّرَ لي من القُرآن
علَّ الله يُشفيني من هذا الإدمان

حبيبتي هُنا في عمَّان
حبيبتي هُنا في عمَّان

ليث طوالبه
24 حزيران , 2014